1:16—س.ع.هـ
في منتصف ليلة سوداء، وبينما كانت قطرات المطر تهطل بغزارة وتغيّر من تيّار الرياح، دخل طفل صغير وهو يبكي ويصرخ قائلًا "أمي تعبة وسقطت أمام بوابات المشفى،" ولكن لم يسمعه إلا قلة.
كانت تتهافت الأنفاس في وسط منطقة الطوارئ، ويتراكض الأطباء لإنقاذ المصابين ولَم يسمعه إلا ذوي المصابين في وسط حزنهم، لذلك لَم يستجيب أحد لنداؤه. بدأ يصرخ بصوت أعلى ويبكي حتى سمعه طبيب مناوب وركض لمساعدة أمه. تجمّع الأطباء والممرضات حول والدة الطفل الصغير لإنقاذها. بكى وهو ينظر إلى أمه التي بدأت تنزف دمًا من رأسها، ولَم يكن بيده شيء ليفعله سوى النظر إليها من بعيد.
استقر حال والدة الطفل الصغير بعد ساعة من محاولات شتى لإنقاذها من الموت. انتظر الطفل أمام باب غرفتها لساعات متواصلة دون أن يجلس، خوفًا من استيقاظ والدته دون أن تراه أمامها. انتظر الطفل حتى شعر بالنعاس وغفى دون قصد. بدأت صافرات تنطلق من غرفتها واستيقظ ابنها ورأى الأطباء يركضون لإنقاذها. كان طفلها يراها من وراء النافذة ويبكي من خوفه على أمه. بدأ الأطباء بإنعاشها ولكن باءت محاولاتهم بالفشل وانطلق صوت استمر طويلًا حتى سمع الطفل صوت الأطباء وهم يقولون ساعة الوفاة:١:١٦ص.
Comments
Post a Comment